الأحد، 15 مارس 2020






      من فايروس كورونا

إلى طاعون كامو….و كوليرا ماركيز

مثل ما زاد الطلب على رواية " الحب في زمن الكوليرا " للروائي الكولومبي غابرييل ماركيز بسبب ما أحدثه فايروس كورونا من فزع ، زاد الطلب أيضاعلى رواية " الطاعون " للأديب الفرنسي الجزائري المولد - ألبير كامو الحائز على جائزة نوبل للأدب- التي صدرت عام ١٩٤٧مما يبعث على الفضول لمعرفة هذه الرواية وكاتبها وأحداثهاا .
في روايته الشهيرة "الطاعون" بنى الأديب الفرنسي ألبير كامو الأحداث بطريقة التورية والرمزيات المخبأة بإحكام بين السطور، وتتعرض لموضوعات أحداثها المخيفة التي وقعت كما يحاكيها الكاتب في مدينة "وهران " الجزائرية" ، في حين أن الطاعون أصاب تلك المدينة فعلا بالقرن ال١٨خلال الإحتلال الإسباني 
وتظهر الرواية  الأفعال التي كان يقوم بها عددمن الأطباء وحفنة من الرجال عندما اجتاح وباء الطاعون مدينة وهران الجزائرية، وقادوا فرق الصحة البيئية الطوعية التي كانت تنقل الجثث وتعزل المرضى مما ساعد في حماية الأصحاء من السكان
.وفي الرواية التي نحن بصددها، يلاحظ الكاتب في نهاية المطاف أن الطاعون أثبت أنه داء "يقض مضاجع الجميع". إن مكافحة الطاعون لم يعد ذلك القرار المثير الأعجاب، وليس أقل منطقية من العملية الحسابية التي تثبت أن اثنين زائد اثنين تساوي أربعة،و يشدد على أن اللباقة -وليس العمل البطولي- هي الدافع الذي يُحرك الناس على مقاومة الطاعون. ويعلق قائلا "في حالتي، فإن اللباقة تقتضي قيامي بعملي.
.الطاعون كمجاز
تساءل النقاد الأولون هل إستخدم "كامو " الطاعون كمجاز أو رمز لوصف تجربته في العيش زمن الاحتلال الألماني لفرنسا؟ وأن الغزو َالألماني المدفوع بأيديولوجية نازية تتضمن الإبادة الجماعية يماثل الطاعون أو الجيش الألماني الذي غزا أوروبا بسرعة تشبه تفشي الوباء، و يرمز إعلان الحجر الصحي على مدينة وهران لعزلة الكون ووحدته.
وفي ظل أجواء الهلع والحجر والمنع والتطويق الذي يعم معظم دول العالم هذه الأيام من الأشهر الأولى لعام ٢٠٢٠ ، نتساءل هل سيأتي اليوم الذي تظهر فيه المؤلفات والكتب حول فايروس كورونا واحداثه وخفاياه؟ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  يكمن سر "القصص العظيمة" في عدم وجود أسرار فيها. "القصص العظيمة" هي القصص التي سمعتها وتريد الاستماع إليها مرة أخرى. تل...