الأربعاء، 18 مارس 2020






عنــــدما يضيــئ القمـــر

تختفي النجوم الزائفة

         مع إتساع رقعة البلدان التي عصف بها فايروس كورونا وبث الخوف من إنتقال العدوى بين الناس من خلال الحركات الإعتيادية الضرورية وخاصة اللمس، وماعمدت إليه بعض البلدان بفرض تدابير مشددة لحجر الناس في بيوتهم ،برز بشكل واضح الدور الهام بل البطولي للأطقم العاملة في مكافحة هذاالوباء والعناية بالمرضى الذين أصابهم ذلك الفايروس مثل الأطباء وفرق التمريض والمخازن الدوائية ومراكز البحوث التي تصدت بجرأة لإكتشاف المصول وإستقبال المتطوعيين من مختلف الأعمار والأجناس لتجربة العقاقير والمصول ، مما يثبت فعلا بأن المهن الطبية هي المهن الإنسانية والمقاومة والأجدر والأكثر أهمية وقيمة للمجتمع .
وبنفس الوقت ظهر كم هي باهتة وفارغة المهن التمثيلية والسينمائية والإستعراضية التي يتقاضى نجومها المبالغ الضخمة لقاء حركات مفتعلة وبطولة فارغة ضمن إستديوهات التمثيل ، هل يمكن مقارنة مهنة طبيب يعمل بالمستشفى ٢٤ ساعة معرضا نفسه لخطر الإصابة بالفايروس ،مع ممثل أنيق أوممثلة متبرجة يتهادون على البساط الأحمر أومجموعة ممرضين مع ثلة من عارضات وعارضي الأزياء !!!
       ليست المهن الترفيهية والتمثيلية ذات الدخل الخيالي ،هي التي بدت باهتة في هذه الموجة من الهلع والحذر الذي عم البشرية ،بل كثير وكثير جدا من المهن الكلامية الخطابية والتنظيرية والوظائف السياسية والإدارية البيروقراطية الطفيلية التي تشرع تكبيل الناس وتقتل المبادهات الفردية الخيرية الإنتاجية ، أصبحت عبئا ثقيلا ضارا أمام تطور المجتمع وكبلت الناس بالإجراءات الروتينية المملة حتى الإختناق ، ومع ذلك فإنها تتقاضى الرواتب العالية وتبث فايروسات الفساد وتجني الأموال الطائلة.
      الحقيقة التي لابد من مواجهتها هو إعادة الإعتبار للمهن العملاتية التي تعرض نفسها للخطر يوميا ، وتخدم البشرية وتنقذ الناس ،وخاصة الأطباء وفرق التمريض والإسعاف والكادر الدوائي والعلماء ومساعديهم الذين يخاطرون بتعرضهم للوباء لإكتشاف المصول والأدية ،فتحية تقدير وإحترام إلى هؤلاء المقاوميين الحقيقين الذي يشع نورهم كالقمر في دياجير الظلام فتختفي نجوم الخطابات الحماسية والدجل ونجوم جوائز معارض الأزياء والسجاد الأحمر ، وأملا كبيرا في هزيمة هذا الوباء قريبا إنشالله .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  يكمن سر "القصص العظيمة" في عدم وجود أسرار فيها. "القصص العظيمة" هي القصص التي سمعتها وتريد الاستماع إليها مرة أخرى. تل...