الجمعة، 30 أغسطس 2019



الجنرال ديغول في دمشق عام 1941

لورنس العرب

الجنرال اللنبي في دمشق عام 1918

مـــن الذاكــــرة
الإحتلالات البريطانية المنسية في سوريا
    لازلت أذكر عندما كنت حوالي العاشرة من العمر وبعدهدوء الأحوال في مدينةحماه عام 1946 أثناء بدء جلاء القوات الفرنسية من سوريا ،ظهور رتل من الدبابات الإنكليزية  وهي تغادرالمدينة عن طريق باب طرابلس القريب من بيتنا بطلعة المحطة ، وكنت أشاهد تلك الدبابات مع مجموعة من أطفال حارتنا وهي تمر أمامنا  وقد ظهر من فتحة السقف جزء من أجسام الجنود يلوحون في مودة بأيديهم للمارة برفع إبهام يدهم اليمين إشارة للوداع . وكان الرتل قد وصل لباب طرابلس قادما من حلب ومتجها من ساحة العاصي فحارة المرابط وصولا لحارة الجسر وحتى باب طرابلس وطلعة حارة عين اللوزة وصولا للطريق الموصل لمدينة حمص ومن ثم مدينة طرابلس اللبنانية ،وذلك وسط ترحيب الأهالي الذين كانوا يتلقفون رمي الجنود لبعض المأكوت مثل  رغيف خبز الصمون الأبيض وقطع شوكلاته أومعلبات لحوم .
     وبعد مرور سنوات طويلة على الجلاء عرفت أن الجيش الإنكليزي دخل إلى سوريا بتلك الفترة وأن القوى الوطنية ، أصرت على جلاء القوات الفرنسية والإنكليزية أيضا وهذا ما حدث فعلا ولكن كيف ولماذا دخل الإنكليز إلى سوريا فهذه المعلومات مبهمة في مناهجنا الدراسية ، ولايعرف بعضها إلا كبار السن الذين عايشوا تلك الفترة التي تميزت بالصدامات العنيفة بين السوريين والفرنسيين وإنتهت بالجلاء ، وأن الإنكليز عارضوا أحيانا وبشكل مخفي الفرنسيين لحماقاتهم وعنفهم بل وساعدو المقاتلين بالسلاح  بتلك الفترة نكاية بالجنرال ديغول .
     نتيجة للبحث تفاجئت بحقيقة بأن بلدنا سوريا تعرضت فعلا لإحتلالين من القوات الإنكليزيية  الأول عام 1918 والثاني عام 1941:
الإحتلال الأول عام 1918
إن المعلومات المتوفرة عن أحداث دخول الجيوش البريطانية للأراضي السورية من الجنوب ، و وصولها حتى حلب شمالا وبقائها جاثمة على الأراضي السورية فترة تزيد عن العام ، تكاد تكون معدومة ، فعند انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918 ، انسحبت القوات التركية و حلفاءها الألمان من سوريا . وفي شتاء عام 1918 ، دخلت من الجنوب قوات الثورة العربية التي تحمل راية الشريف حسين و بقيادة الشريف ناصر شقيق الشريف حسين وعم الأمير فيصل ، والمؤلفة من رجال عدة عشائر عربية ، و بقيادة غير مباشرة من الضابط البريطاني لورنس ، الشهير بلورنس العرب ، ثم دخل الجنرال البريطاني اللنبي سوريا  قادما من القدس والتقى الجيشان في دمشق .  
أفهم الجنرال اللنبي الأمير فيصل بأنه هو القائد العام ، و فيصل هو مجرد قائد في القوات المتحالفة ، و افهمه ان سلطته تنحصر فقط على المناطق الداخلية ، ولاعلاقة له بالساحل و ببيروت و جبل لبنان و فلسطين ، و رضخ فيصل أمام الأمر الواقع ، كان قرار اللنبي هو النافذ ، و كانت القوات الفرنسية قد بدأت بالوفود إلى سواحل سوريا و استلام المواقع من الجنود الإنكليز ، و تمركزت قيادتها في جزيرة أرواد ، و استقرت في ميناء اسكندرونة شمالا، و احتلت بيروت جنوبا ، و لم تدخل العمق السوري بعد.
      انسحبت القوات البريطانية من الداخل السوري في الشهر الحادي عشر من عام 1919 ، بعد تواجد دام حوالي العام كان للإنكليز خلاله اليد الطولى في حكم البلاد بشكل مباشر ، و تعيين الحكام العسكريين و فرض إرادتهم ، و كانت سلطة الملك فيصل صورية لا قيمة لها إذ بعد عشرين شهرا من دخول قواته لسوريا ، والذي نصب ملكا لفترة قصيرة بعدها ، فقد غادرها  فورا إثر معركة ميسلون الشهيرة في صيف عام 1920 ودخول القوات الفرنسية إلى دمشق .
++++++++++++++++
المصادر
تاريخ سورية 1918-1920  : الدكتور علي سلطان - بروفانس بفرنسا.
-تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي : ، طبعة عام 1960
كفاح الشعب العربي السوري : إحسان الهندي طبعة عام 1962

الإحتلال الثاني عام 1941
هاجمت ألمانيا النازية الأراضي الفرنسية لتسقط باريس في 15 حزيران في عام 1940،وبعدذلك وقعت الحكومة الفرنسية هدنة مع ألمانيا ،وتولت الحكم حكومة فرنسية موالية للألمان وأعلنت القوات الفرنسية الموجودة في سوريا أنها تابعة لهذه الحكومة التي سميت بحكومة فيشي .
وفي الثامن من شهر حزيران (يونيو) 1941 قامت قوات بريطانية ـ فرنسية باختراق الحدود السورية من جهة الأردن كي تقاتل قوات فرنسية نظامية كانت متواجدة على الأراضي السورية وحيث كان الألمان قد حصلوا على تسهيلات تبعا لاتفاقية الهدنة الموقعة بين النظام النازي وحكومة فيشي. حاول المهاجمون عبر مختلف الوسائل تجنب الحرب .
في ذلك الشهر تعرّضت وحدات من الجيش الفيشي الفرنسي، التي كانت موجودة في سوريا، للهجوم من قبل القوات الفرنسية الحرة ـ البريطانية التي كانت تتواجد في الشرق الأوسط. هكذا ولمدة خمسة أسابيع كاملة إنتهت بإستسلام قوات حكومة فيشي لقوات فرنسا الحرة المتحالفة مع الإنكليز، وسمح لها بمغادرة سوريا وجرى بعدها زيارة الجنرال ديغول لدمشق، ورغم ذلك بقيت القوات البريطانية في سوريا بل ونتيجة ضعف فرنسا كان للقنصل البريطاني الكولونيل غاردنر الدور الرئيسي في التحركات والصدامات التي هبت ولم تهدأ إلا بخروج الفرنسسين والإنكليز من سوريا نهائيا في 17 نيسان 1946
الكتاب:سوريا عام 1941 الحرب المخفيّة الناشر:بيران ـ باريس 2006.
++++++++++++++++++

أيام الإحتلال الفرنسي والبريطاني لسوريا

في صيف 1920 نزلت القوات الفرنسية على الشاطئ السوري
الاحتلال الفرنسي استمر 9487 يوما
  1- في الساعة الثالثة بعد منتصف ليلة اول تشرين الاول سنة 1918 دخلت دمشق اول سرية من خيالة الجيش العربي بقيادة الشريف ناصر وفي اليوم التالي دخلها الملك فيصل ثم دخلتها اول سرية من الخيالة البريطانية
أي بقيت القوات البريطانية 395 يوما-2- في 25 تشرين الثاني 1919 جلا اخر جندي بريطاني عن سوريا
3- بعد ظهر الاحد الواقع في 25 تموز 1920 دخل الجيش الفرنسي دمشق بعد معركة ميسلون
4- في 21 حزيران 1941 دخل الانكليز دمشق على اثر انتصارهم على القوى الفرنسية الفيشية
5 – في الساعة التاسعة من صباح 15 نيسان 1946 جلا اخر جندي بريطاني وفرنسي عن دمشق
وهكذا يكون الاحتلال الفرنسي لبلادنا قد استمر 25 سنة ونيف او ما يعادل 9487 يوما على التمام والبريطاني 5 سنوات ناقصا 36 يوما أي (1789 ) يوما

  يكمن سر "القصص العظيمة" في عدم وجود أسرار فيها. "القصص العظيمة" هي القصص التي سمعتها وتريد الاستماع إليها مرة أخرى. تل...