الجمعة، 13 مارس 2020





من الحب في زمن الكوليرا
إلى زمن الهلع من الكورونا
     

روايات عالمية تستعاد قراءتها في أحداث عالمية ، وتصبح أحداثاً كارثية لأنها لا تُرى بالعين المجرّدة، ولا تلتقطها رادارات الدول التي  إشتهرت في تصنيع وبيع الأسلحة ، هذا ما يجري مع «كورونا» الآن، الذي أصبح هو الخبر وهو التعليق، ، فقد ارتفعت مؤخراً مبيعات رواية «الحب في زمن الكوليرا» للكاتب الكولومبي الراحل جابرييل جارسيا ماركيز التي صدرت في عام 1985. وكثيرمن الناس لم يشتر الرواية في ذلك الوقت واكتفى بسيل التعريف بها من جديد من خلال عشرات المقالات الثقافية التي راح كتّابها يستعيدون للقارئ قصة الحب التي جمعت بين «فلورينتينو»، و«فيرمينا» في السبعين من عمريهما على متن سفينة يشاع أن بعض ركّابها مصابون بالكوليرا. وسيكون العاشق السبعيني فلورينتينو هو من وراء هذه الشائعة، ليمضي كل الوقت، بل إلى الأبد مع الحبيبة التي كان فقدها في شبابه.
من حيث الإيقاع، فالصوت الموسيقي لكلمة «كورونا» يقترب من موسيقى كلمة «كوليرا»، لكنها في الحالين موسيقى سوداء، أو موسيقى جنائزية، ومن حيث الواقع يبدو أن وباء القرن الحادي والعشرين ليس شائعة، بل حقيقة مُرّة، على رغم اجتهادات كتّاب يُسمّون دائماً «كتّاب المؤامرة»، فمرّة تتآمر أمريكا على الصين كي تضرب اقتصادها الضخم بفيروس يقال إنه هرب من وطواط، ومن ثم تتآمر الصين على أمريكا، فتصنّع الفيروس، ثم تستثمره في شراء عشرات الشركات الآيلة للإفلاس.
لا شأن لنا في المؤامرة، والحب في زمن الكوليرا وزمن الكورونا، فالأوبئة، ومن باب ربّ ضارّة نافعة، ها هي تروّج للأدب، وفي العام الماضي عندما احترقت كاتدرائية نوتردام في باريس، ارتفعت مبيعات رواية «أحدب نوتردام» لفيكتور هيجو التي نشرت في عام 1831، وفي السنوات الماضية وفي هبة الأحداث الجسام في بعض البلدان العربية، راح القرّاء يبحثون عن صورة الطاغية في رواية «1984» للكاتب الإنجليزي جورج أورويل.
ومن الجدير بالذكر أن الروائي غابريل غارثيا ماركيز من مواليد ١٩٢٧ ورحل في العام ٢٠١٤ وترك العديد من الروايات والقصص ونال جائزة نوبل للأدب عام ١٩٨٢




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  يكمن سر "القصص العظيمة" في عدم وجود أسرار فيها. "القصص العظيمة" هي القصص التي سمعتها وتريد الاستماع إليها مرة أخرى. تل...