الأربعاء، 27 يناير 2016

تشتهر مدينة نابولي اﻹيطالية بمحﻻت خياطة البدﻻت أو اﻷطقم الرجالية التقليدية المؤلفة من الجاكيت والبنطال والصدرية .وهي محﻻت عريقة تقوم يدويا بعمليات تصميم وقص وتفصيل قماش الجوخ حسب المقاسات التي تناسب كل زبون لوحده. وﻻزالت هذه المحﻻت رغم قدمها تزاول عملها ولديها طلبات كثيرة من قبل بعض الزبائن المميزين سواء كانوا من رجال الأعمال أو السياسين أو أصحاب الوظائف العالية الذين ﻻ يرغبون بإرتداء البدﻻت الجاهزة من الموﻻت أوالمتاجر العديدة ، بل بالظهور بطقم خارجي إختاروا بأنفسهم وعلى ذوقهم تصميم الموديل ونوع ولون القماش .
ﻻتحتاج هذه المحﻻت من آﻻت الخياطة سوى ماكينة الدرزة وباقي اﻷعمال تتم يدويا وخاصة مايسمى "لقط"الخيط اﻷبيض على القماش والحشوة الداخلية ،وفتح العراوي ،وتركيب اﻷزرار .
من أهم مستلزمات الخياطةهنا ماسورة القياس والمساطر الخشبية؛ والمقص الفوﻻذي الحاد واﻹبر المتنوعة الحجم ، وقطعةصابون قاسية ورقيقة للتعليم على القماش .

واﻷهم "المعلم" أو "الشيف" الذي يكون بالغالب كبير السن ويتولى بنفسه أخذ مقاسات الزبون وتسجيلها في دفتر خاص ومن ثم تصميم القطع التي يتكون منها الموديل على القماش وقصها بمهارة ودقة. 
وللشيف فريق عمل ذو خبرات متعددة تشمل خاصة تشغيل آلة الخياطة وتركيب اﻷزرار وفتح العراوي والتشطيب على القطعة وآخرها عمليات الكي النهائية وتعليق الطقم ليكون جاهزا للتسليم للزبون.
لقد إخترت صور توضيحية من أحد المحﻻت العريقة في نابولي التي ﻻزال صاحب المحل يقوم بنفسه بكثير من اﻷعمال الرئيسية كما هو مبين في الصور ،على أمل أن يعطي لمحة موجزة عن هذه المهنة التي كانت مزدهرة في بلدنا، ولكنها إنقرضت تقريبا بعد طغيان متاجر بيع اﻷلبسة الجاهزة على أذواق الناس ﻷسباب عديدة ليس آخرها السعر والوقت.

  يكمن سر "القصص العظيمة" في عدم وجود أسرار فيها. "القصص العظيمة" هي القصص التي سمعتها وتريد الاستماع إليها مرة أخرى. تل...