السبت، 13 ديسمبر 2014









             حي ساروجه الدمشقي ....تراث لايزال قائما
لاحظت منذ مايزيد عن الخمس سنوات عودة النشاط والحيوية لمنطقة وسط دمشق هي منطقة ساروجه والبحصه حيث إكتظت بمحلات تجارة وصيانة أجهزة الكمبيوتر ومقاهي الشباب والإنترنيت ذات الأسعار المعتدلة ومطاعم المأكولات الشعبية كالحمص والفول والفلافل والشاورما وأفران المخبوزات المتنوعة مثل الكعك والبرازق والحلويات ومشتقاتها المتعددة ،والكثير من المهن الضرورية التي تجاور البيوت الدمشقية التقليدية والمساجد التاريخية وبعض القصورالتي بناها أثرياء دمشق منذ حوالي 200 سنة ، وبإختصار فإن المنطقة أشبه بمدينة مصغرة للعاصمة دمشق بكل ماتحتويه من عبق الماضي القريب والزمن الحديث مما يخلق جاذبية كبيرة لمعرفة المزيد عن هذه المنطقة التي كنت أتردد إليها منذ أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي وخاصة خلال فترة الدراسة في جامعة دمشق .فلا أزال أذكر طلعة جوزة الحدبا وفندق "قصر النزهة الجديد "والعديد من الفنادق الأخرى التي كانت ملتقى الأهل والأقارب والأصدقاء القادمون من حماه.
أول ما يتبادر إلى الذهن هو أين تقع منطقة ساروجة ومتى نشأت ؟؟ في دراسة منشورة على الإنترنت عام 2011 في شبكة أخبار ثقافية جرى وضع الخريطة المرفقة التي يظهر فيها مدى إتساع وشمول مساحة هذه المنطقة التي تصل حتى ساحة التحرير بالقرب من محطة الجد وثانوية أميه وصولا لمسجد القصب ( السادات ).
اسم الحي منسوب إلى أحدقادة المماليك وهو صارم الدين ساروجة المتوفي سنة 743 هـ - 1342 م، إذ يزيد عمره على الـ650 سنة، وهو أول حي بني خارج سور دمشق التقليدي.
و احتل الحي مكانة مرموقة فكان مجالا للتنافس بين الأمراء المملوكيين الذين تسابقوا لبناء المنشآت فيه، فأشادوا المدارس و الجوامع و الحمامات التي لا يزال الكثير منها قائمًا حتى الآن و كانت المدرسة الشامية البرانية أساسًا لإنشائه حيث أخذ بالاتساع حولها تدريجيًا حتى اكتمل و أصبح له سوق خاص في عهد الأمير "سيف الدين تنكز" الذي مكث في دمشق طويلا و الذي ترجع إليه الكثير من الآثار المعمارية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  يكمن سر "القصص العظيمة" في عدم وجود أسرار فيها. "القصص العظيمة" هي القصص التي سمعتها وتريد الاستماع إليها مرة أخرى. تل...