الجمعة، 28 نوفمبر 2014




                                من دمشق القديمة ...شارع الملك فيصل 




رغم أني من سكان مدينة دمشق منذ أوائل ستينات القرن الماضي لكن لم أكتشف سحر شوارع وأحياء دمشق القديمة إلا بعد رجعت لعادة المشي والسير على الأقدام بدلامن وسائل النقل العامة والخاصة ، مماشجعني على بيع سيارتي الـ KIA والإستغناء عنها .
من أهم الشوارع التي جذبتني وشعرت بمتعة المشي  فيها الطريق المسمى  شارع الملك فيصل  ( نسبة إلى فيصل بن الحسين ملك سوريا بعد الإنسحاب العثماني من سوريا عام 1918 ) و الذي يمتد من ساحة برج الروس قريبا من باب توما وصولا لساحة المرجة التاريخية بطول حوالي 800 م ، مرورا بعدة مفارق على اليمين واليسارتصل لحارات دمشق القديمة .
كان هذا الشارع يتألف سابقا من عدة أسواق وحارات متداخلة مع بعضها ولكن أخذ شكله الحالي لدى إنشاء خط  "الترامواي " في ثلاثينيات القرن الماضي ، ومن ثم أصبح على جانبيه عدد لايحصى من المحلات التجارية والحرفية والمساجد والمطاعم الشعبية وصيانة وإصلاح المعدات الغزيرة بتنوعها منها على سبيل المثال : الحدادة والنجارة والألمنيوم والأدوات الصحية وصناعة خزانات المياه وأعمال الحدادة والنحاس والقصدير وكراسي القش والخيزران وبسطات لاتحصى للخضروات والفواكه وبيع اللحوم والأسماك والكثير الكثير مما يجعله دائما غاصا بالمارة مزدحما بالسيارات منذ الصباح الباكر وحتى مابعد الغروب مما ينطبق تسميته بخلية نحل دائمة الحركة والنشاط .
ومايزيد في أهمية هذا الشارع إتصاله بأسواق وأماكن رئيسية وحيوية إذ يتفرع عنه سوق الصابون القريب من سوق الهال القديم وسوق المناخلية وصولا لخلف القلعة ، وأيضا السوق المؤدي لمقام السيدة رقية حيث يصل المكتبة الظاهرية وتفرعا للجامع الأموي الكبير ، وأيضا يتفرع عنه طريق لباب السلام وصولا لشارع القيمرية .

هذا غيض من فيض لهذا الشارع المذهل الذي يمكن القول أنه نادر الوجود في عواصم العالم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  يكمن سر "القصص العظيمة" في عدم وجود أسرار فيها. "القصص العظيمة" هي القصص التي سمعتها وتريد الاستماع إليها مرة أخرى. تل...