الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

المبادهة السورية

كثرت تعليقات المواطنين بالداخل السوري أو خارجه على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة الفيسبوك خلال المحنة الشديدة التي يمر بها بلدنا الغالي سوريا منذ عدة سنوات ، وهم يتغنون بالمحبة والمودة والتسامح التي كانت سائدة بين كافة شرائح ومكونات الشعب السوري .  وهذا صحيح والجميع يحلم ويرغب بصدق أن تزول هذه المحنة ونعود كما كنا متعايشين بمودة ومحبة وإخاء .
ولكن من النادر أن يشار إلى " المبادهة السورية " في الحياة الإقتصادية ، وهي ميزة هامه في صميم طبيعة الشعب السوري على مر التاريخ ، وكثيرا مايطلق عليها " العقلية التجارية الشامية " وتتبدى بصورة خاصة في سرعة تأقلم الشعب السوري مع الحياة والأحداث الجديدة التي يعيشها وإستنباط وسائل وعلاقات إقتصادية بسيطة وتنافسية ، ولكنها ترابطية وتخلق جملة من العلاقات بين المجتمع ، وهذه المبادهة وراء التطور الإقتصادي الذي شهدته سوريا وإبتدأ خصوصا بالظهور خلال وبعد الحرب العالمية الثانية ، حيث شهدت سوريا نهضة عمرانية وصناعية وتجارية ومالية مذهلة، وخاصة في العاصمة دمشق والعاصمة الإقتصادية حلب .
في هذه الأيام يشكو بعض دول الجوار من المنافسة التي خلقها السوريون الموجودون في أراضيهم وينسبون ذلك إلى رخص اليد العاملة السورية ،ولكن السبب الحقيقي هو المبادهة السورية التي يحملها معه الشعب السوري أينما حل .
 السوريون وفي أي بلد يحلون به يحدثون تفوقا سريعا يؤدي حتما إلى منافسة المنشآت الأخرى المحلية، فخلال فترة بسيطة ترى وقد غصت المنطقة بكثير من المحلات التجارية والمطاعم ومكاتب الخدمات والحرف والمهن اليدوية من نجارة وحدادة وسباكة وبسطات بيع الخضروات والفواكه وإقبال الناس عليها ، وبأسعار متهاودة ترضى بالربح المعقول وتتصف بغير قليل من الصدق والأمانة في التعامل مع الناس .

فالسوريون أينما ذهبوا يحملون معهم الجينات التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ، فتراهم تجارا وصناعا وحرفيون يتميزون بالإتقان والمرونة والأمانة في التعامل فتحية للشعب السوري العريق وتحية "للمبادهة السورية " والعقلية التجارية الشامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  يكمن سر "القصص العظيمة" في عدم وجود أسرار فيها. "القصص العظيمة" هي القصص التي سمعتها وتريد الاستماع إليها مرة أخرى. تل...